بكأس الشراب المرصّع باللازورد انتظرها، على بركة الماء حول السماء وزهر الكولونيا انتظرها، بصبر الحصان المعدّ لمنحدرات الجبال انتظرها، بسبع وسائد محشوة بالسحاب الخفيف انتظرها، بنار البخور النسائي ملء المكان انتظرها، برائحة الصندل الذكرية حول ظهور الخيول انتظرها، ولا تتعجل فإن أقبلت بعد موعدها فانتظرها، وإن أقبلت قبل موعدها فانتظرها، ولا تُجفل الطير فوق جدائلها وانتظرها، لتجلس مرتاحة كالحديقة في أوج زينتها وانتظرها، لكي تتنفس هذا الهواء الغريب على قلبها وانتظرها، لترفع عن ساقها ثوبها غيمة غيمة وانتظرها، وخذها إلى شرفة لترى قمراً غارقاً في الحليب انتظرها، وقدم لها الماء، قبل النبيذ، ولا تتطلع إلى توأمي حجل نائمين على صدرها وانتظرها، ومسّ على مهل يدها عندما تضع الكأس فوق الرخام كأنك تحمل عنها الندى وانتظرها، تحدث إليها كما يتحدث ناي إلى وتر خائف في الكمان، كأنكما شاهدان على ما يعد غد لكما وانتظرها ، ولمّع لها ليلها خاتما خاتما ، وانتظرها إلى ان يقول لك الليل: لم يبق غيركما في الوجود ، فخذها برفق، إلى موتك المشتهى وانتظرها. - محمود درويش
لم يعد هنالك وقت لننسى الألم ، كبرنا فجأة والعمر مرّ سريعاً. - محمود درويش
أذكر قول محمود درويش .. نعاني من مرضٍ عضال اسمه الأمل ! .. أمل لا شفاء منه ، أمل أن أكون معك ، أمل أن أكون والداً لأبنائك ، لم يعد قلبي يحتمل الصحوة ، أريد أن أعيش في غيبوبة حلمٍ معك إلى الأبد. - يامي أحمد
إن أردت أن تستيقظ سعيداً في الصباح ، فاعرف مع من تتحدث ليلاً. - محمود درويش
فيروز : إنكي تملكين سيدتي صوتا أكبر من ذاكرتنا وحبنا إلى هذا البلد (لبنان ) الذي كان فردوسا وجعلت من نفسك ليس فقط سفيرة لبنان إلى النجوم ولكن أيضا رمز مجموعات ترفض أن تموت ولن تموت. - محمود درويش
مجازاً أقول : انتصرتُ ، مجازاً أقول خسرتُ ، ويمتدُّ وادٍ سحيقٌ أمامي ، وأَمتدُّ في ما تبقَّى من السنديانْ ، وثَمَّة زيتونتان تَلُمَّانني من جهاتٍ ثلاثٍ ويحملني طائرانْ إلى الجهة الخاليةْ من الأَوْج والهاويةْ لئلاَّ أقول : انتصرتُ لئلاَّ أقول : خسرتُ الرهانْ. - محمود درويش
ستمشين قليلا وسترمين يدي للسنديان ، قلت : لا يشبهك الموج ولا عمري. - محمود درويش
أتأخذني معك ؟ فأكون خاتم قلبك الحافي؟ أتأخذني معك؟ - محمود درويش
لأني أحبّك ، يجرحني الظلّ تحت المصابيح. - محمود درويش
لأني أحبّك يجرحني الماء. - محمود درويش
أراك ، فأنجو من الموت ، جسمك مرفأْ. - محمود درويش
عُد بي إلى حيث كُنت قبل أن ألتقيك ، ثم ارحل. - محمود درويش
لو كان حراً ، لما صار أسطورة. - محمود درويش
يقيسُ الجنودُ المسافةَ بين الوجود وبين العَدَمْ بمنظار دبّابةٍ نقيسُ المسافَةَ ما بين أَجسادنا والقذائفِ بالحاسّة السادسةْ. - محمود درويش
لا تقف في بداية الطريق إن وجدت صخرة، فهذه جزء من جسر ستبنيه يوما لمستقبلك. - محمود درويش
وطنييون ، كما الزيتون لكنا مللنا صورة النرجس في ماء الاغاني الوطنية. - محمود درويش
لا دور لي في حياتي سوى أنني ، عندما علمتني تراتيلها قلتُ : هل من مزيد ؟ - محمود درويش
الآن جئتُ من الأحمر اللاحقِ ، اغتسلي يا دمشق بلوني ، ليُولَدَ في الزمن العربيِّ نهار. - محمود درويش
كسروكَ، كم كسروكَ كي يقفوا على ساقيك عرشا ، وتقاسموك وأنكروك وخبَّأوك وأنشأوا ليديكَ جيشا ، حطوكَ في حجر ٍ وقالوا: لا تُسَلِّم ، ورموك في بئر ٍ ، وقالوا : لا تُسَلِّم ، وأطلْتَ حربَكَ، يا ابن أمِّي، ألفَ عام ٍ ألفَ عام ٍ ألفَ عام ٍ في النهار ِ، فأنكروكَ لأنهم لا يعرفون سوى الخطابة والفرار ، هم يسرقون الآن جلدكْ ، فاحذرْ ملامحهم وغمدكْ ، كم كنت وحدك ، يا ابن أمِّي، يا ابن أكثر منْ أبٍ ، كم كنت وحدكْ. - محمود درويش
تحدَّثْ إليها كما يتحدَّثُ نايٌ إلى وَتَرٍ خائفٍ في الكمانِ ، كأنكما شاهدانِ على ما يُعِدُّ غَدٌ لكما وانتظرها، ولَمِّع لها لَيْلَها خاتماً خاتماً ، وانتظرها إلى أَن يقولَ لَكَ الليلُ: لم يَبْقَ غيركُما في الوجودِ ، فخُذْها، بِرِفْقٍ، إلى موتكَ المُشْتَهى وانتظرها. - محمود درويش