في خاطري تلك الليلة التي أصنعها على قلبي، فيكون الحديث بها على ما أشتهي، ويكون العتاب بها على ما يرد للحب إعتباره، في نفسي ذاك الوقت الذي أنثره في كل مكان لأعيد لملمته على مهل وعلى شُح خوفا من ضياعه، في قلبي ذاك الشتاء الذي يعود غيمة غيمة وقطرة قطرة وغابة غابة من النوافذ والمطر!!. - إلهام المجيد
عليّ أن أفسر للنهار سر صمتك حيث ما وراء الأقفاص قلبٌ دؤوب، عليّ أن أوضح للجدار علة تلك المساحة الشاسعة من الرمادي المبهم الفارغ، عليّ أن أشرح للشبابيك فداحة تأخر الشتاء موسم وأكثر، عليّ أن أبرر لقلبي سبب هدوئي المفرط والكل في الداخل ينتظر توزيع الغنائم!!. - إلهام المجيد
نسيته الليل في الخارج لهذا لم أحدثك ولم أطوِ غيابك ولم أنتبه لعداد المسافة، نسيته المطر لهذا لم أدعو قلبي لحفلة تنكرية ولم أخفِ وجهي في وضح الزحام ولم أختبيء خوفا من شماتة العشاق، نسيته الشتاء لهذا لم أكترث للدفء، ولم أتحمس للذكريات، ولم أقف خلف النافذة لـ أستجمع وجهي!!. - إلهام المجيد
أحمل عبء الوقت إذ ينبغي أن أواجه نهاية الأشياء لوحدي، أفتح الباب لـ ديسمبر بمفردي وأودعه فيما بعد دون حفاوة، أحمل عبء المواقف التي يتخلى بها قلبك عني دائما، وكأنك المعني نيابة عن العشاق بإهمال الشتاء، وكأني المنهمكة زيادة عن اللزوم بلملمة العمر لحظة بحدث!!. - إلهام المجيد
هذا الوقت مناسب للهرب، للاختباء من الخريف و لمراوغة الأيام .. هذا الوقت يشبه الهدنة التي تُمنح للقلب قبل عودته إلى أرض المعركة، هذا الوقت أزرق محتال يمرر نفسه بين النهار والليل دون الشعور بتأنيب الضمير .. هذا الوقت بارد لم يجد فرصته في أن ينتمي إلى .. الصيف أو أن يزج بنفسه في أحضان الشتاء.. هذا الوقت بريء جدا له وجه طفل وقلب شيخ زاهد!!. - إلهام المجيد
تماما كالمطر في عز شرود الشتاء، تعود فلا أكاد أهتم بك أو لا أنتبه، تماما كـ خاطر الورد حين يقف على باب الخريف مطولا فلا الأخير يلتفت.. تماما كـ لون الأيام الرمادية التي تأتي على نفس المقاس وعلى ذات الشحوب و الرتابة، تماما كما هي عادة النهايات الباردة والقاسية التي لا نعلم لمَ تبدأ هكذا بغتة، تماما هكذا هو رجوعك دائما وإن لم أعتده ولكنه رغما عني يتناسخ، يتشاطر و يتكرر!!. - إلهام المجيد
أنا ما زلت معك.. للضرورة التي يتطلبها الشتاء، للتبرير الذي يحتاجه الاعتراف، للسبب الذي يرجعني معك إلى أول السطر..! أنا ما زلت معك لحاجة الأيام إلى صك شعور، لشرح الحب بطريقة مبسطة، لإيقاف العقل عند خط أحمر! أنا ما زلت معك بقدر ما يتطلب الحظ من فُرص، و بسعة ما لليد من حيلة، و بمدد ما للحديث من علة، أنا مازلت معك لأن كل الطرق تؤدي إلـيك ..!!. - إلهام المجيد
و بأي شيء ياليل اقطعك.. و بأي رفقة اقنعكِ يا مسافة؟! و بأي صوت يستفيق القلب، و بأي خاطر أُرجع ثقتي بالمكان، و بأي همة أجلس إلى نفسي؟! و بأي صبر أنتظر الشتاء القادم؟! و بأي إتجاه أسير والحزن واحة؟! و بأي جدار أحتمي والأحجار وجوه؟! و بأي كتف سأحمل نعش الذاكرة؟!. - إلهام المجيد
تستيقظ (القدس) في الشتاء.. وفي عينيها ذلك الحزن العتيق.. المحتل يربض على كاهلها.. فيجعل أنّاتها متواصلة.. زفير وشهيق!. - جلال الخوالدة
وقلبي يكاد يبلله المطر، والوقت اوراق تتلاشى حتى مع برائتها من الخريف وانحيازها لكفة الشتاء، والليل اشياء كثيرة ليس بمقدورها إلا أن تتدافع أمامي، والصمت حتى مع خنقه للكلام لم يقوَ على هزيمته، والشوارع حتى مع أناقة الذكريات منسية منسية، ونحن خطوط متوازية رمادية لا تنتمي للعيد!!. - إلهام المجيد
هذه المساحة الشاسعة من الكلام كانت قلبي..! هذا المدى الاصفر، هذا الشهيق المصحوب بالتنهيده هذا الخريف الذي يرفع راية للسلام! وهذا الشتاء الذي ليس من عادته أن يمتنع عن البرد، المطر، الجُلبة والغمام! هذا الافق الأبيض من ذرى الورق، الرسائل ورفع العتب في يوم من الايام.. كان..قلبي!. - إلهام المجيد
الشتاء ثوب فرو .. الربيع فجر دائم .. الصيف شراب منعش .. والخريف قهوة للضيوف المنسيين. - صفوان حيدر
اما كان لقلبك أن يمر بالخاطر، اما كان له أن يُصلح باب الود المهتري، اما كان له أن يتفقد نافذة الشتاء المشرعة، اما كان له أن يترك الكبرياء خارجا ويدخل، أما كان له أن يولي بقايا العمر بعض اهتمامه، اما كان له أن يتناسى عظمة الانا، اما كان له أن يؤوب من منفى العناد!. - إلهام المجيد
كل شيء على مايرام.. الشتاء يعود في نفس الموعد، الخريف ينتظر دوره، دقات الساعة، الجدار، موضع الصور، موقد الخشب، سكينة الستائر، الليالي المنطقية، أزيز الباب، ملامح الندم، سقوط المطر، سكوته دون شعور، وقار غياب الاشياء و رتابة الحضور! كل شيء على مايرام..! حتى تقع العين على عين القلب!. - إلهام المجيد
كان قلبي رخوا... محشوا بالكثير من الكلمات التي لم استطع نطقها، لم أقوَ على ذرفها، لم اجرو على كشفها!! كان قلبي مزدحما بك، نعم بك وحدك انت الفسيح في الشتاء والمكتظ في الخريف! كان قلبي على قدر.. بـ درايتك.. تستطيع التعامل معه كما كتلة الصلصال حين تعبث بها من الخيال إلى الخيال!. - إلهام المجيد
قليل من الأيام على ملح العمر، على ندبة القلب، على المسافة بين البداية والبداية؟ على كدس النظرات الذي لم يُمس، على جبين الشتاء المحموم، على الأسباب التي أقصتنا عن الشعور بالمطر بالسماء بالنجوم وغربة الغيوم... قليل من الأيام على ملح العمر... قليل من بقايا القلب والفرص الضائعة ما بين اللوم والعتب والخصام والغضب والسكوت بلا مدى والضحك بلا سبب قليل من كل شيء لـ يبقينا على قيد شيء يسمي نفسه العام في حسبة الأعوام!. - إلهام المجيد
كنت أنت صلتي الاخيرة بالاشياء.. انا ما تركت الشتاء في منتصف الطريق، انا ما هربت من وجهي، وما مزقت رسائلي في لحظة غضب! انا ما ودعت اخر عهد الورد لـ اركض نحو الخريف! انا ما نسيت يدي في متاهة ريح! و حتى اللحظة لم تهدأ في قلبي العاصفة فـ كيف لك أن تحمل كل هذا الصقيع! . - إلهام المجيد
و نرجع بعد كل سكوت لـ نخدش وجه الليل، لـ نجرح كف الوقت، لنتكلم عن الشتاء من وراء ظهره، و لـ نستدعي الظلال لحفلة تنكرية، و نرجع بعد كل صمت لكي نخفي الشوق وراء ظهورنا، و ننكر ادلة الدمع، و نغلق الابواب على أصابع الخديعة، و نضحك مطولا على بلاهة الواقع و نبكي! . - إلهام المجيد
عاد المطر وانت لست هنا، طرق الباب، وتلمس النافذة وتفقد جبيني وترك رائحته، وانت لست هنا، عاد المطر وتذكرت معه كلماتنا في مهب الريح، شجارنا دون جدوى، صورنا على حائط بارد، ازهارنا فقدت غايتها قبل ان تجف، مظلاتنا تلقي جم عتابها على الشوارع المبللة وقلبينا على ذمة الشتاء!. - إلهام المجيد
كل هذه الشمس وأنت الذي في الضفة الأخرى، كل هذا الشتاء وأنت الذي لم تعبأ يوما بالمطر، كل هذه الرسائل وأنت الذي لا يعنيك الشوق، كل هذا العطر وأنت الذي لا يهمك الأمر، كل هذا الصراخ وأنت الذي في أقصى الشرود، كل هذا الحب وأنا وحدي من يطفيء الحرائق!!. - إلهام المجيد