إلى قاتل : لو تأملت وجه الضحية .. وفكرت , كنت تذكرت أمك في غرفة الغاز , كنت تحررت من حكمة البندقية .. وغيرت رأيك : ما هكذا تستعاد الهوية. - محمود درويش
مضت قرونٌ خمسةٌ مذ رحلَ "الخليفةُ الصغيرُ" عن إسبانيه , ولم تزل أحقادنا الصغيره كما هي , ولم تزل عقليةُ العشيره في دمنا كما هي , حوارُنا اليوميُّ بالخناجرِ , أفكارُنا أشبهُ بالأظافرِ .. مَضت قرونٌ خمسةٌ ولا تزال لفظةُ العروبه كزهرةٍ حزينةٍ في آنيه , كطفلةٍ جائعةٍ وعاريه , نصلبُها على جدارِ الحقدِ والكراهيه .. مَضت قرونٌ خمسةُ يا غاليه , كأننا نخرجُ هذا اليومَ من إسبانيه. - نزار قباني
في الوجه هدوء غريب لا أمتثله هل هي الشيخوخة وبعد المسافة، أم حكمة في نهاية المطاف ؟ - رضوى عاشور
ولولا الشعر بالعلماء يزري .. لكنت اليوم اشعر من لبيد , واشجع في الوغى من كل ليثٍ .. وآل مهلبٍ وبني يزيد. - محمد بن إدريس الشافعي
لكلمة ليل بَشَرةٌ حين لامستُها اليوم شعرتُ كأنني أُلامِسُ جسدي. - أدونيس
هي: هل عرفتَ الحب يوماً ؟ هو: عندما يأتي الشتاء يمسُّني شغفٌ بشيء غائب، أضفي عليه الاسمَ، أي اسمٍ، أَنسى , هي: ماالذي تنساه؟ قُل! هو: رعشة الحُمَّى، وما أهذي به تحت الشراشف حين أشهق: دَثِّريني دثِّريني! هي: ليس حُباً ما تقول هو: ليس حباً ما أَقول هي: هل شعرتَ برغبة في أن تعيش الموت في حضن إمرأة؟ هو: كلما اكتمل الغيابُ حضرتُ وانكسر البعيد، فعانق الموتُ الحياةَ وعانَقَتهُ كعاشقين هي: ثم ماذا؟ هو: ثم ماذا؟ هي: واتحَّدت بها، فلم تعرف يديها من يديك وأنتما تتبخران كغيمةٍ زرقاءَ لا تَتَبيَّنان أأنتما جسدان أم طيفان أم؟ هو: من هي الأنثى - مجازُ الأرض فينا؟ مّن هو الذَّكرُ - السماء؟ هي: هكذا ابتدأ أغاني الحبّ , أنت إذن عرفتَ الحب يوماً! هو: كلما اكتمل الحضورُ ودُجِّن المجهول غبتُ هي: إنه فصل الشتاء، ورُبَّما أصبحتُ ماضيكَ المفضل في الشتاء هو: ربما فإلى اللقاء هي: ربما فإلى اللقاء. - محمود درويش
النائم لا يكبر في النوم، ولا يخاف ولا يسمع أنباء تعصر العلقم في القلب، لكنك تسأل نفسك قبل النوم: ماذا فعلتُ اليوم؟ وتنوس بين ألم النقد ونقد الألم، وتدريجياً تصفو وتغفو في حضنك الذي يلمّك من أقاصي الأرض، ويضمك كأنك أمُّك، النوم بهجة النسيان العليا، وإذا حلمت، فلأنَّ الذاكرة تذكرتْ ما نسيتْ من الغامض. - محمود درويش
بموت امي .. يسقط آخر قميص صوف اغطي به جسدي , آخر قميص حنان , آخر مظلة مطر .. وفي الشتاء القادم , ستجدونني اتجول في الشوارع عاريا. - نزار قباني
قررت ان امسك نفسي , ألا اصرخ , ألا أكون عصبيا , قررت ألا تكون لي اعصاب .. قررت أن أكون مثل بيت انقطعت منه أسلاك النور والراديو والتليفون , وحتى عندما تسرى الكهرباء في هذه الأسلاك يجب أن تكون فلسفتي هي: ودن من طين والودن الثانيه من طين ايضا , لماذا ؟ لأنه لا فائده من الصراخ لا فائده من الثوره فأنا لااستطيع أن اصلح الدنيا حولي , ولا أستطيع أن أغير طباع الناس كي تعجبني , يجب أن اتغير أنا , لا لكي أعجب الناس، ولكن لكي أعيش مع الناس، حتى لا أصطدم بالناس أو على الأقل لكي استريح , وأقسمت بيني وبين نفسي أن تكون هذه هي فلسفتي اليوم فقط , واليوم على سبيل التجربه. - أنيس منصور
خرجتُ اليوم للشّرفة على الشّباك , جارتنا المسيحيّة تحيّيني , فرحتُ لأنّه إنسانٌ يحيّيني , لأنّ يداً صباحيّة .. يداً كمياهِ تشرينِ تلوّحُ لي تناديني , أيا ربّي متى نُشفى تُرى من عقدةِ الدّينِ ؟ أليسَ الدّين كلّ الدّين إنساناً يحيّيني , ويفتحُ لي ذراعيهِ ويحملُ غصنَ زيتونِ. - نزار قباني
القبول بالنسبي أكثر حكمة من التعلق بالمطلق. - رضوى عاشور
أتساءل اليوم وسط هذه العزلة وهذا الإنكسار , هل إنتهت تلك السعادات الصغيرة التي كانت طابعنا اليومي ؟ هل نسيت أننا كنا مصنع الفرحة حتى في أكثر اللحظات قسوة ؟ - واسيني الأعرج
حين كان يقال للعربي في الماضي : أرفض الفلسفة اليونانية ، فإنما كان يُقال له : لا تأخذ الأفكار التي تخلخل القيم التي تقوم عليها السلطة .. تماماً ، كما يقال له اليوم ، لا تستورد الأفكار الغريبة أو الغربية ، - أي لا تكتسب المعرفة التي تخلخل ثقافة السلطة وقيمها .. فالتراث في المنظور الذي يُدرس به اليوم ، وفي طرق الدراسة ، هو تراث السلطة ، وهذا المنظور وهذه الطرق تدعم وترسّخ النظام الثقافي الذي تنهض عليه وبه السلطة. - أدونيس
الشتاء يفتح نفسي للحماقات. - واسيني الأعرج
يعاقب الله الملوك الظالمين بموت أبنائهم وفساد عقولهم ، ولكنهم يحكموننا فنجني ثمار جنونهم ؟! يصعب أن يفهم الإنسان حكمة الله ، لغزها عميق عسير. - رضوى عاشور
ذهب الذين كانت قلوبهم واسعة سعة البحر , تتحمل الأخضر واليابس وتمضي نحو حتفها وصدقها ولا تسأل ! ذهب الزمان الذي كان المرء فيه يأكل قطعة خبزٍ صغيرة سمراء وينام , ويأكل اليوم الواحد فيهم مدينة بكاملها ويطلب المزيد. - واسيني الأعرج
أشتهي اليوم أن أكتب لك لأقول لك بكل بساطة .. أحبك. - واسيني الأعرج
من يعيد تقييم الثقافة العربية اليوم وبخاصة في ماضيها ، هو كمن يسير في أرض ملغومة : يجد نفسه محاصرا بالمسلمات ، بالقناعات التي لا تتزحزح ، بالانحيازات ، بالأحكام المسبقة .. وهذه كلها تتناسل في الممارسة شكوكا واتهامات وأنواعا قاتلة من التعصب .. فليس الماضي هو من يسود الحاضر، بقدر ما تسوده صورة مظلمة تتكون باسم هذا الماضي. - أدونيس
كيف نوضح للشمس أن أشعتها اليوم لم تعد إلا خيوطاً لنسج أكفاننا ؟ بأية لغة نقول لها: شروقها جرحٌ وليس غروبها إلا قبراً ؟ - أدونيس
سابقا كانت شهرزاد في المأثور العربي تحيا بقوة الكلام , اليوم هو نفسه الذي يقتلها. - أدونيس