لليل أشباه أربعون.. أما أنا فباقية وحدي أتأمل غُرة النافدة إذا ما رجع بعد قليل المطر.. لليل أصوات كثيرة.. كلها تناديك في رأسي، كلها تتدافع في ذاكرتي، كلها تنساني لتتذكرك! لليل قلب واحد يعرف مكان الأشياء، يحفظ زاوية الفراق، يمشي معصوب العين نحو الباب يلعب بـ نرد النسيان مع نفسه!. - إلهام المجيد
ليتني حملتها الفراشات إلى غرفتي، ليتني نقشت على أصابعي حناء الحظ، ليتني عصبت عيني تلك الليلة بالذات، ليتني وهبت حنجرتي لذاك العصفور الأعزل، ليتني خلعت حلمي عند باب القلب، ليتني ماطرقت النافذة لئلا يجفل المطر، ليتني تبرعت بها رسائلي لصديقة الطفولة، ليتني أحتفظت بمنديل الوداع!!. - إلهام المجيد
حيزي هذا الليل ولكنك نابت به كشجرة خرجت مبكرا عن مسار الخريف حيزي هذه الورقة ولكنك مرابط على أول السطر وقلبك مُنهمك بالنهاية حيزي هذا القلب كان لي منذ أزل فكيف سرقته في غفلة من صدري حيزي هذا الأعتراف ولو لم يكن بالأخير فما شأن إنتباهك فيما أقول حيزي هذه اللحظة حبذا لو تتركها لي!!. - إلهام المجيد
لولا تماديت بالمحاسبة، لولا هرعت قبلك نحو باب الرحيل، لولا ما هرم خاطري معك، لولا ما إلتف على رقبتي حبل الندم، لولا ما ضيعته قلبي في ليلة عُتمة، لولا ما فرطت به ظني، لولا ما استأمنتك إياه هدوئي، لولا ما تصلب كبريائي مرارا أمامك، لولا ما بقيت بين أصابع عنادك هكذا..هشة!!. - إلهام المجيد
كان بوسعك أن تبتكر الحب، أن تُجمل الأعتراف، أن ترسم مخارج الحروف بفطرة القلب لا بجدارة اللسان، كان بإمكانك أن تختصر المسافة وتوجز المعنى، وتختزل التلميح، كان من السهل عليك أن تكتفي بكلمة واحدة مكونة من أربعة أحرف تنهي ما قبلها لتكون بمثابة النقطة، كان من السَلاسَة أن تحبني ببساطة!!. - إلهام المجيد
بوسعي أن أنتشلك من بئر الغياب، بوسعي أن أعيد لك حنجرتك، بوسعي أن أعلمك الكلام، بوسعي أن أجعلك ثرثارا وأكثر، بوسعي أن أمشط ريش جناحك، بوسعي أن أهندم كبريائك، بوسعي أن أرجعك لأول الوضوح، بوسعي أن أصغي لك وأنت تغني، بوسعي أن أتطلع بإرتباكك عن كثب، بوسعي أن أعرفك ولكن هنا على الورق!. - إلهام المجيد
لو لم نستخدمها تلك الـ لو كثيرا فيما بعد، لو لم نكررها، لو لم نتخذها منهجا، لو لم نجعلها همزة الوصل في كل فعل و...ردة، لو لم نحشوها تلك الـ لابأس في كل موقف خذلان، بعد كل جرح، بين كل قطيعة وتناسي، لو لم نتجرأ على حذف الأنا في موضع يستوجب التفضيل لما تكدس في داخلنا مقدار هذا الأسف. - إلهام المجيد
يخرج أحدهم من قلبك لكنه يبقى في داخل الوقت، الليل، الأغاني، النصوص السوداء، في الخاطر وفي الصور، يخرج أحدهم من حياتك ولكن يبقى صوته، وجهه، ظله، عطره ماكثا معك أضعاف ماكان في الواقع، يخرج أحدهم من حيز العين واليد والطريق والحديث والعراك والرجوع والفراق ولكن.. لا يغلق خلفه الباب!. - إلهام المجيد
في خاطري تلك الليلة التي أصنعها على قلبي، فيكون الحديث بها على ما أشتهي، ويكون العتاب بها على ما يرد للحب إعتباره، في نفسي ذاك الوقت الذي أنثره في كل مكان لأعيد لملمته على مهل وعلى شُح خوفا من ضياعه، في قلبي ذاك الشتاء الذي يعود غيمة غيمة وقطرة قطرة وغابة غابة من النوافذ والمطر!!. - إلهام المجيد
لم يكن دفء الكلمات صُدف، لم تكن وشاية النوافذ فتنة، أنا ما مشيت خلفك ولم يكُ ذاك ظلي، فلا تفتعل من اللاشيء شوق، ولا تحشر في فراغ الإهمال قصة تبني عليها شرفة من الزهور المصطنعة، ولا أنكر فقد مررت من هنا، عدت مرارا خلسة غير أني كنت أنبش الأرض بحثا عن قلب سقط .. مني!!. - إلهام المجيد
عليّ أن أفسر للنهار سر صمتك حيث ما وراء الأقفاص قلبٌ دؤوب، عليّ أن أوضح للجدار علة تلك المساحة الشاسعة من الرمادي المبهم الفارغ، عليّ أن أشرح للشبابيك فداحة تأخر الشتاء موسم وأكثر، عليّ أن أبرر لقلبي سبب هدوئي المفرط والكل في الداخل ينتظر توزيع الغنائم!!. - إلهام المجيد
نسيته الليل في الخارج لهذا لم أحدثك ولم أطوِ غيابك ولم أنتبه لعداد المسافة، نسيته المطر لهذا لم أدعو قلبي لحفلة تنكرية ولم أخفِ وجهي في وضح الزحام ولم أختبيء خوفا من شماتة العشاق، نسيته الشتاء لهذا لم أكترث للدفء، ولم أتحمس للذكريات، ولم أقف خلف النافذة لـ أستجمع وجهي!!. - إلهام المجيد
لو تسكت في.. رأسي!! لو ترحل! لو تقطع آخر غصن من عطرك، لو أنساك على.. مراحل، لو تنتزع أصابعك من يدي، لو تترك المكان من بعد غيابك، لو تُفرغ القلب، لو تلملم بقايا العراك، لو تُرزم العتب، لو تجرجر اللا جدوى، لو ترجع فقط وفي داخلك غاية.. أن تعيدني كما لم يمسسني.. سوء!!. - إلهام المجيد
بلا جدوى والليل باقٍ.. والذكريات هُتاف ووجهك جمهرة! بلا جدوى والحديث ملء الفراغ، والعطر حشو المكان والدوار وَعْكَة! بلا جدوى وكيف لا أتعثر والقلب هوى؛ والعمر زل والكل بين أقدامي كَرْكَبة! بلا جدوى والوقت أبد، والخاطر فُتُور، واليأس صدح والعقل ضَجيج و الصدر وَغًى!!. - إلهام المجيد
الأشياء التي تتركها المواسم منا ولنا.. قلوب كنا نعدها قلوب، وجوه بقيت معنا رغم هرب الأجساد، أصابع نحيلة عبثت في خزائن القلب قلبت أسرارنا وسلبتنا السكينة، أرجل مشت على درب الخاطر ولم تترك إلا الأثر! أصوات مازال لها دوي العاصفة وصفير الرياح التي لا تهدأ، ظلال لها ظل وحيز حالك مظلم!. - إلهام المجيد
هذا صوتي ماتراه مجردا من الحياة وبضع كلمات هي أنا لحظة لهاث، صراخ ونداء خافت.. هذا وجهي بقدر ماتنقله الصور بضمير و تعكسه المرايا بنزاهة وشرف.. هذا ظلي حين لا يبقى مني شيء محسوس أو بقايا من جسد هذا حزني، فرحي، مزاجي على أي حال وأظن الأمر على كل صعيد لم يعد يهمك!!. - إلهام المجيد
كم يتعقبني النهار كم يجري خلفي الليل أنا في فرار دائم من دوامة الوقت.. أنا في هروب مستمر من الوجوه المرصعة بالحب المزيف والأصوات الصاخبة التي تردد الكلمات دونما صدق.. أنا على شعور معها الأغاني دائما هي تقاسمني حصتها من الدوران حول نفسي ريثما يغالبني النسيان!!. - إلهام المجيد
ذاك الوجه الذي عاش في خاطري، في داخلي، سقط سهوا من قلبي بتقادم المدة، تلك النظرة التي فصلتها على مقاس اعترافك الأول وحماسك المزعوم لم أنعم بها ذاك النداء الذي وشمته على مد الترقب دار بي كل الجهات و رجع نحوي بلا صدى تلك اليد الممتدة منذ شوق وصبا نحو كف الحظ بقيت معلقة في الهواء!. - إلهام المجيد
أحمل عبء الوقت إذ ينبغي أن أواجه نهاية الأشياء لوحدي، أفتح الباب لـ ديسمبر بمفردي وأودعه فيما بعد دون حفاوة، أحمل عبء المواقف التي يتخلى بها قلبك عني دائما، وكأنك المعني نيابة عن العشاق بإهمال الشتاء، وكأني المنهمكة زيادة عن اللزوم بلملمة العمر لحظة بحدث!!. - إلهام المجيد
خاطري في النسيان أي مذاق له، أي لون وعطر وظل، خاطري في الغياب جبان قلبي ماعرف كيف يركض، كيف يهرب، كيف يقدر ألا يلتفت!! خاطري في العراك أنا ما عرفت غيره الصمت، ما أتقنت سواها عزة النفس، ما إستلمت لعداه رأيك المستبد! خاطري في العتب كنت به سأشفي غليل قلبي وليبقى بعدها واهن.. ضعيف!!. - إلهام المجيد