مع كلّ حبّ، علينا أن نربّي قلوبنا على توقّع احتمال الفراق، والتأقلم مع فكرة الفراق قبل التأقلم مع واقعه، ذلك أنّ شقاءنا يكمن في الفكرة. ماذا لو جرّبنا الاستعداد للحبّ بشيء من العقل؟ لو قمنا بتقوية عضلة القلب بتمارين يوميّة على الصبر على من نحبّ؟ لو قاومنا السقوط في فخاخ الذاكرة العاطفيّة، التي فيها قصاصنا المستقبلي؟ أن نَدخل الحبّ بقلب من «تيفال» لا يعلق بجدرانه شيء من الماضي. أن نذهب إلى الحبّ كما نغادره دون جراح، دون أسًى، لأنّنا محصَّنون من الأوهام العاطفيّة؟ ماذا لو تعلّمنا ألاّ نحبّ دفعة واحدة، وألاّ نُعطي أنفسنا بالكامل؟ أن نتعامل مع هذا الغريب لا كحبيب، بل كمحتلٍّ لقلبنا وجسدنا وحواسّنا؟ ألاّ يغادرنا احتمال أن يتحوّل اسمه الذي تنتشِي لسماعه حواسّنا، إلى اسم من أسماء الزلازل أو الأعاصير التي سيكون على يدها حتفنا وهلاكنا؟ - احلام مستغانمي
ليس الحب فكرة. إنه عاطفة تسخن وتبرد وتأتي وتذهب. عاطفة تتجسد في شكل وقوام، وله خمس حواس وأكثر. يطلع علينا أحيانا في شكل ملاك ذي أجنحة خفيفة قادرة على اقتلاعنا من الأرض. ويجتاحنا أحيانا في شكل ثور يطرحنا أرضا وينصرف. ويهب أحيانا أخرى في شكل عاصفة نتعرف إليها من آثارها المدمرة. وينزل علينا أحيانا في شكل ندى ليلي حين تحلب يد سحرية غيمة شاردة، للحب تاريخ انتهاء كما للعمر وكما للمعلبات والأدوية. لكني أفضل سقوط الحب بسكتة قلبية في أوج الشبق والشغف كما يسقط حصان من جبل إلى هاوية - محمود درويش
كان عليه إذًا، أن يحبّها أقلّ، لكنّه يحلو له أن ينازل الحبّ ويهزمه إغداقًا. هو لا يعرف للحبّ مذهبًا خارج التطرّف، رافعًا سقف قصّته إلى حدود الأساطير. وحينها يضحك الحبّ منه كثيرًا، ويُرديه قتيلاً مضرجًا بأوهامه. - احلام مستغانمي
المدن كالنساء.. نحن لا نمتلكها لمجرد أننا منحناها اسمنا. لقد كانت -سيرتا- مدينة نذرت للحب والحروب ، تمارس إغراء التاريخ ، وتتربّص بكل فاتح سبق أن ابتسمت له يوماً من علوّ صخرتها. كنسائها كانت تغري بالفتوحات الوهمية..ولكن لم يعتبر من مقابرها أحد! احلام مستغانمي
فلتكن أهلاً للحب إذا أردت أن تُحَبّ. - أوفيد
الحبّ لا يعيش إلاّ برئتيه القرب والبعاد. يحتاجهما معًا ليحيا.... كلوح رخامي يحمله عمودان إن قرّبتهما كثيرًا اختلّ التوازن وإن باعدتهما كثيرًا هوى اللوح... هذا ما اكتشفه اليونانيّون قبلنا بقرون... ولا أعرف للحبّ تعريفاً أصدق ! - أحلام مستغانمي