كان الحب افضل حالا يوم كان الحمام ساعى بريد يحمل رسائل العشاق . كم من الاشواق اغتالها الجوال و هو يقرب المسافات , نسى الناس تلك اللهفةالتي كان العشاق ينتظرون بها ساعي بريد ,و أي حدث جلل ان يخطّ المرء -احبّك- بيده. أية سعادة وأية مجازفة أن يحتفظ المرء برسالة حب إلى آخر العمر. اليوم , -احبّك- قابلة للمحو بكبسة زرّ . هي لا تعيش الا دقيقة .. ولا تكلّفك الا فلسّا - احلام مستغانمي
الحب، هذا الداء، الذي يجعل اللسان يتلعثم، والأطراف تثلج، والغصة تنزلق من الحنجرة إلى الصدر، فتجرف القلب معها، ليستقر في الأحشاء شبه إغماء يقطع الأنفاس، الحب هذا الأمر العجيب، الذي يجعل النفس تفيض على الكون بأكمله، ويحصر الكون بأكمله في شخص الحبيب - كوليت خوري
الحب هو تلك اللحظة التي يحس بها المرء بأنه انسلخ عن العالم ليعيش وحده مع الحبيب في عالم بني من كلمات وصنع من أحاسيس ورصع بالاضواء. - كوليت خوري (كاتبة روائية وشاعرة سورية)
جميعنا سمعنا من يقول -دوام الحال من المحال- لكن في أعماقنا لا نصدّق هذه الحكمة أو نتعظ بها . فالنفس البشريّة في اعتيادها على النِعم لا تُصدِّق زوالها . لا غنياً يتوقّع إفلاسه ، لا شاباً يرى نفسه ذات يومٍ شيخاً . لاحاكماً يضع في حسبانه زوال الكرسي وجاه السلطة، لا المعافى المتمتّع بنعمة الصحة يضع المرض في حسبانه، ولا العاشق يتوقّع فقدان الحبيب ، ولا الحيّ يرى بأمّ عينيه روحه ساعة سكرات الموت . إن مأساة الإنسان تكمن في عدم تصديقه لزوال النِعم ، لذلك قليلون يستعدّون لخسارتها . كلّ ما يصنع زهو الإنسان ومباهجه زائل ، لذا وحده المؤمن أو الحكيم ، يتعامل مع الشباب والحبّ والصحة والجاه والثراء والحياة ، كهدايا يمكن لله متى شاء استردادها . لأنها نِعم يختبرنا بها كي نكون أهلاً للنعمة الأبديّة : الجـــــّنة . [ مُقتطف من مقال -تذكَّر أنك بشر- 2011 ] - احلام مستغانمي
كان يحتاج إلى أن يكون له موعد مع الحبّ كي يحيا ، كي يبقى قيد اشتهائه للحياة . قيد الشباب . الوقت بين موعدين أهمّ من الموعد . والحبّ أهمّ من الحبيب نفسه . وهو لكلّ هذه الأسباب جاهز لحبّها.. أو على الأصحّ جاهز لها . (الأسود يليق بكِ) - احلام مستغانمي
يبقى الأصعب ، أن تعرف ما هو الأغلى بالنسبة إليك . وأن تتوقّع أن تُغيّر الأشياء مع العمر ثمنها.. هبوطًا أو صعودًا . (الأسود يليق بكِ) - احلام مستغانمي
(كي لا تحزن حزناً كاملاً) عملاً بتلك النصيحة ، قرّرت أن أُقلع عن دندنة أغنية أم كلثوم الحبّ كُلّو حبّيتو فيك . . الحبّ كلّو فبعد جردة للعمر كُلّو ، يبدو الحبّ كُلّو لشخص واحد على مدى العمر كلّو كثير عليه . ففي الأمر خسارة فادحة ، إن أنت أعطيته قلبك كاملاً ، ووقتك كاملاً ، وحاضرك وغدك ، ثمّ خسرت الكلّ بخسارته . أن تذهب بكلّك إلى الحبّ ،لا يقلّ سذاجةً عن ذهابك إلى البحر ، على لوح خشبيّ للتزلّج على الأمواج العاتية ، مُعتقداً أنّ شيئاً منك سيعود سالماً بعد العاصفة . ذلك أنّ البحر لن يأخذك بالتقسيط ! غالبا ما يُعطي الحبّ أكثر، لمن وهب الأقل . ضحايا الحبّ ، يشقون بكرمهم العاطفي ، وسخاءٍ مرضيّ لا شفاء منه . ذلك أنّ الحبّ يتآمر على العشّاق بجعلهم في حالة جوع دائم إلى المزيد . فحتى الكلّ أقلّ مما يقبل به عاشق يصبو إلى الانصهار مع من يحبّ. وفي ذلك الحلم المستحيل يكمن هلاك العشّاق . فبعد الانصهار . . يأتي زمن الإنفصال و الانشطار. ويكتشف الصادقون والسذّج حينها ، أن في تلك القسمة غير العادلة ، من أحبّ الأكثر يجد نفسه قد خسر الكلّ . . لا نصفه الآخر فحسب !