24 مقولة عن اقوال في المحبوب المجروح :

نظرَ الليثُ إلى عجلٍ سمينْ .. كان بالقربِ على غيْطٍ أَمينْ , فاشتهتْ من لحمه نفسُ الرئيس .. وكذا الأنفسُ يصبيها النفيس , قال للثعلبِ: يا ذا الاحتيال .. رأسكَ المحبوبُ، أو ذاك الغزال! , فدعا بالسعدِ والعمرِ الطويل .. ومضى في الحالِ للأمرِ الجليل , وأتى الغيظَ وقد جنَّ الظلام .. فأرى العجلَ فأهداهُ السلام , قائلاً: يا أيها الموْلى الوزيرْ .. أنت أهلُ العفوِ والبرِّ الغزير , حملَ الذئبَ على قتلي الحسد .. فوشَى بي عندَ مولانا الأَسد , فترامَيْتُ على الجاهِ الرفيع .. وهْوَ فينا لم يزَل نِعمَ الشَّفيع! , فبكى المغرورُ من حالِ الخبيث .. ودنا يسأَلُ عن شرح الحديث , قال: هل تَجهلُ يا حُلْوَ الصِّفات .. أَنّ مولانا أَبا الأَفيالِ مات؟ , فرأَى السُّلطانُ في الرأْس الكبير .. ولأَمْرِ المُلكِ ركناً يُذخر , ولقد عدُّوا لكم بين الجُدود .. مثل آبيسَ ومعبودِ اليهود , فأَقاموا لمعاليكم سرِير .. عن يمين الملكِ السامي الخطير , واستَعدّ الطير والوحشُ لذاك .. في انتظار السيدِ العالي هناك , فإذا قمتمْ بأَعباءِ الأُمورْ وانتَهى .. الأُنسُ إليكم والسرورْ , برِّئُوني عندَ سُلطانِ الزمان .. واطلبوا لي العَفْوَ منه والأمان , وكفاكم أنني العبدُ المطيع .. أخدمُ المنعمَ جهدَ المستطيع , فأحدَّ العجلُ قرنيه، وقال .. أَنت مُنذُ اليومِ جاري، لا تُنال! , فامْضِ واكشِفْ لي إلى الليثِ الطريق .. أنا لا يشقى لديه بي رفيق , فمَضى الخِلاَّنِ تَوّاً للفَلاه .. ذا إلى الموتِ، وهذا للحياه , وهناك ابتلعَ الليثُ الوزير .. وحبا الثعلبَ منه باليسير , فانثنى يضحكُ من طيشِ العُجولْ .. وجَرى في حَلْبَة ِ الفَخْر يقولْ , سلمَ الثعلبُ بالرأسِ الصغير .. فقداه كلُّ ذي رأسٍ كبير. - أحمد شوقي

     

جَلَسَت والخوفُ بعينيها تتأمَّلُ فنجاني المقلوب , قالت : يا ولدي لا تَحزَن فالحُبُّ عَليكَ هوَ المكتوب .. يا ولدي، قد ماتَ شهيداً من ماتَ على دينِ المحبوب , فنجانك دنيا مرعبةٌ وحياتُكَ أسفارٌ وحروب , ستُحِبُّ كثيراً يا ولدي وتموتُ كثيراً يا ولدي وستعشقُ كُلَّ نساءِ الأرض وتَرجِعُ كالملكِ المغلوب , بحياتك يا ولدي امرأةٌ عيناها، سبحانَ المعبود , فمُها مرسومٌ كالعنقود , ضحكتُها موسيقى وورود , لكنَّ سماءكَ ممطرةٌ وطريقكَ مسدودٌ مسدود , فحبيبةُ قلبكَ يا ولدي نائمةٌ في قصرٍ مرصود والقصرُ كبيرٌ يا ولدي وكلابٌ تحرسُهُ وجنود , وأميرةُ قلبكَ نائمةٌ , من يدخُلُ حُجرتها مفقود , من يطلبُ يَدَها , من يَدنو من سورِ حديقتها مفقود , من حاولَ فكَّ ضفائرها يا ولدي مفقودٌ مفقود , بصَّرتُ ونجَّمت كثيراً لكنّي لم أقرأ أبداً فنجاناً يشبهُ فنجانك , لم أعرف أبداً يا ولدي أحزاناً تشبهُ أحزانك , مقدُورُكَ أن تمشي أبداً في الحُبِّ على حدِّ الخنجر وتَظلَّ وحيداً كالأصداف , وتظلَّ حزيناً كالصفصاف , مقدوركَ أن تمضي أبداً في بحرِ الحُبِّ بغيرِ قُلوع , وتُحبُّ ملايينَ المَرَّاتِ وترجعُ كالملكِ المخلوع. - نزار قباني

     
مواضيع متعلقة ذات صلة
حالات واتس اب